PELAJARAN 5
موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين
وقال أبو الدرداء: "لأن أتعلّم مسألة أحبّ إليّ من قيام ليلة"، وقال أيضا: "العالم والمتعلّم شريكان في الخير وسائر الناس همج لا خير فيهم". وقال الشافعيّ رضي الله عنه: "طلب العلم أفضل من النافلة". وقال فتح الموصليّ رحمه الله: "أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت؟"، قالوا: "بلى"، قال: "كذلك القلب، إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت". ولقد صدق، فإنّ غذاء القلب العلم والحكمة، وبهما حياته، كما أنّ غذاء الجسد الطعام، ومن فقد العلم فقلبه مريض، وموته لازم، ولكنّه لا يشعر به، إذ حبّ الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه. فنعوذ بالله من يوم كشف الغطاء، فإنّ الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه موت رواته، وإنّ أحدا لم يولد عالما، وإنّما العلم بالتعلّم".
PELAJARAN 4
الورقات لإمام الحرمين الجوينيّ
والتقليد قبول قول القائل بلا حجّة، فعلى هذا قبول قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يسمّى تقليدا. ومنهم من قال: التقليد قبول قول القائل وأنت لا تدري من أين قاله، فإن قلنا: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقول بالقياس، فيجوز أن يسمّى قبول قوله تقليدا. وأمّا الاجتهاد فهو بذل الوسع في بلوغ الغرض، فالمجتهد إن كان كامل الآلة في الاجتهاد، فإن اجتهد في الفروع فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فيها وأخطأ فله أجر.
PELAJARAN 3
شرح الأربعين النووية
[عن أبي رقيّة تميم بن أوس الداريّ رضي الله تعالى عنه، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: "الدين النصيحة"، قلنا: "لمن؟"، قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم"]. رواه مسلم.
ومعنى قوله: "الدين النصيحة"، أي عماد الدين وقوامه النصيحة، كقوله: "الحجّ عرفة"، أي عماده ومعظمه. وأمّا تفسير النصيحة وأنواعها فقال الخطابيّ وغيره من العلماء: "النصيحة لله تعالى معناها منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشرك عنه، وترك الإلحاد في صفاته وأسمائه، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلّها، وتنزيهه عن جميع النقائص، والقيام بطاعته واجتناب معصيته، والحبّ فيه والبغض فيه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته والشكر عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والحثّ عليها، والتلطّف بالناس". قال الخطابيّ: "وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه. فإنّ الله سبحانه غنيّ عن نصح الناصح".
TEKS PELAJARAN 2
الأذكار للنوويّ
فصل: اعلم أنّ الحمد مستحبّ في ابتداء كلّ أمر ذي بال، كما سبق، كما يستحبّ بعد الفراغ من الطعام والشراب والعطاس، وعند خطبة المرأة -وهو طلب زواجها- وكذا عند عقد النكاح، وبعد الخروج من الخلاء. وسيأتي بيان هذه المواضع في أبوابها بدلائلها، وتفريع مسائلها إن شاء الله تعالى. وقد سبق بيان ما يقال بعد الخروج من الخلاء في بابه، ويستحبّ في ابتداء الكتب المصنّفة، كما سبق، وكذا في ابتداء دروس المدرّسين، وقراءة الطالبين، سواء قرأ حديثا أو فقها أو غيرهما. وأحسن العبارات في ذلك: الحمد لله ربّ العالمين.
فصل: يستحبّ أن يختم دعاءه بالحمد لله ربّ العالمين، وكذلك يبتدئه بالحمد لله، قال الله تعالى: {آخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين} [يونس: 10]. وأمّا ابتداء الدعاء بحمد الله وتمجيده فسيأتي دليله من الحديث الصحيح قريبا في كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن شاء الله تعالى.
teks Pelajaran 1
تفسير البيضاوي
{بسم الله الرحمن الرحيم} من الفاتحة ومن كلّ سورة. وعليه قرّاء مكّة والكوفة وفقهاؤهما، وابن المبارك -رحمه الله تعالى- والشافعيّ. وخالفهم قرّاء المدينة والبصرة والشام، وفقهاؤها، ومالك، والأوزاعيّ. ولم ينصّ أبو حنيفة -رحمه الله تعالى- فيه بشيء، فظنّ أنّها ليست من السورة عنده. وسئل محمد بن الحسن عنها فقال: "ما بين الدفّتين كلام الله تعالى". ولنا أحاديث كثيرة، منها ما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، أنّه -عليه الصلاة والسلام- قال: "فاتحة الكتاب سبع آيات، أولاهنّ بسم الله الرحمن الرحيم"، وقول أمّ سلمة رضي الله عنها: "قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفاتحة وعدّ «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين» آية". ومن أجلهما اختلف في أنّها آية برأسها أم بما بعدها، والإجماع على أنّ ما بين الدفّتين كلام الله -سبحانه وتعالى-، والوفاق على إثباتها في المصاحف مع المبالغة في تجريد القرآن حتّى لم تكتب "آمين".